القائمة الرئيسية

الصفحات

 من هي زوجة فرعون 

 



محتويات 

١ اسم زوجة فرعون

 ٢ دور آسيا زوجة فرعون في نجاة نبيّ الله موسى

 ٣ إسلام زوجة فرعون ووفاتها

 ٤ فضل زوجة فرعون ومكانتها

  

 اسم زوجة فرعون

 هي آسيا بنت مزاحم بن عبيد الديان بن الوليد، كان أبوها حاكماً لإحدى ممالك التي كانت تحت حكم المصري، وذلك خلال عصر الدولة الفرعونية الحديثة،  تزوّجها فرعون رغم أنّها امرأةٌ عقيمٌ( لا تلد )؛ إذ كان من عادات الملوك أن يُصاهروا بعضهم البعض، ولقد ذكر بعض المؤرخّين أنّ آسيا كانت من بني إسرائيل من سبط موسى، وقال السهيلي إنّها  عمّة موسى.

 ★دور آسيا زوجة فرعون في نجاة نبيّ الله موسى

 كانت آسيا بنت مزاحم زوجة فرعون سبباً في نجاة  موسى -عليه السلام-،[] قال الله -تعالى-: (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)، وذلك بعد أن أحضرنه الخادمات إلى آسيا في صندوقٍ خشبي ، فوقعت محبّته على قلبها، وأخبرت بأمره لزوجها الذي همّ لي قتله، فظلّت آسيا تكلّمه بأن لا يقتله، إلى أن عَدَل عن ذلك. وقد وردت في العديد من الروايات المتعلّقة بوصول التابوت الذي كان فيه موسى -عليه السلام- إلى منزل فرعون: قِيل إنّ أمواج البحر حملته إلى أن علق  في أشجار قصر فرعون، فوجدْنه خادمات القصر وحَمْلنَه؛ ظنّاً منهن أنّ بداخله مالاً، وذهبن به إلى آسيا زوجة فرعون.

 ولقد ورد في روايةٍ أخرى أنّ ابنة فرعون كانت عند الشاطئ وكان قد أصابها مرض البرص، فوجدت التابوت، وأخذته وفتحته، وقِيل إنّها تعافت  من مرضها حين رأت إلى وجه موسى، فأخذته إلى أمّها قائلةً لها: "إنّ هذا الصبيّ مباركٌ، عندما نظرت إليه تعافية من البرص"، وأراد فرعون قتله، وعَدَل عن رأيه بقول زوجته له: (قُرَّت عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ).

 وفي  إحدى الروايات الاخرى تقول أنّ فرعون وزوجته كانا يجلسان على النيل، فرأت زوجت فرعون التابوت، فأتى به خدم فرعون، فأُلقِيت مَحبّته في نفس آسيا بنت مزاحم، وقالت: (لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا). وقِيل في تفسير (قُرَّت عَيْنٍ) إنّ آسيا كانت تحبّب فرعون بموسى لئلّا يقتله؛ أي أنّ موسى ممّا تقرّ به العيون وتسكُن، وتفرح برؤيته النفس الانسان ، وعلّلت ذلك بقولها: (عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا)؛ أي لعلّ في موسى الخير والبِرّ، أو أن يتّخذوه ولداً؛ لجماله ووسامته اللائقة بمكانتهم ومنزلتهم، وبذلك اتّخذوه في قصرهم. وبعدما استقرّ موسى -عليه السلام- في القصر ، أخذت زوجة فرعون تبحث عن مرضعةٍ له، إلّا أنّه لم يقبل أيّ مرضعةٍ، وأخبرتهم أخته قائلةً: (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ)، وبذلك تحقّق وعد الله سبحانه وتعالى لأمّه؛ إذ عاد إليها ابنها، قال الله -تعالى-: (وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ).

★ إسلام زوجة فرعونو وفاتها



 كانت آسيا بنت مزاحم تعيش في القصر حياة الرفاهية والنعيم السكينة، وقد أراد من الناس أن يقدّسوه، وقال بأنّه ربّ الناس الأعلى، ونصب نفسه إلهاً على الناس اجمعين، ومن القصص المذكورة في ظلمه و بطشه في ذلك الأمر إلقاؤه للماشطة التي كانت ترعى ابنته هي وأبنائها في النار؛ بسبب عدم اعترافها بألوهية فرعون، واقولها: "ربّي وربّك الله". وبعد ذلك آمنت آسيا بالله وحده، وكذّبت بما يدعو إليه فرعون على الرغم من الضغوطات الكثيرة التي لاقتها في سبيل تصديق دعوة فرعون، فأراد فرعون الانتقام منها، فقيّد يديها وقدميها، وجعل صخرةً على ظهرها تحت أشعّة الشمس، وأخذ يضربها، إلّا أنّها بَقِيت صابرةً محتسبةً أجرها عند الله، قال الله -تعالى- على لسانها: (رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، ثمّ أطلعها الله -سبحانه- على مكانها في الجنة، وبشّرها بها، فضَحِكت، ثمّ قُبِضت رُوحها.[] 

★فضل زوجة فرعون ومكانتها

ولقد ورد الثناء من الله -عزّ وجلّ- على آسيا زوجة فرعون في القرآن الكريم، إذ قال -تعالى-: (وَضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).[][] أثنى عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (خيرُ نساءِ العالَمينَ: مَريمُ بنتُ عِمرانَ وخديجةُ بنتُ خُوَيلدٍ وفاطمةُ بنتُ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وآسيةُ امرأةُ فِرعونَ).[] ولقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بنْتُ عِمْرَانَ، وإنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ علَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ علَى سَائِرِ الطَّعَامِ). ملخص المقال: آسيا بنت مزاحم زوجة فرعون من كمّل النساء ومن خير نساء العالمين، أسلمت وقبل وفاتها بشرها الله بمقعدها في الجنّة، أحبت موسى -عليه السلام- حباً شديداً، وقامت على رعايته وكانت سبباً في ألّا يقتله فرعون عندما كان رضيعاً.

تعليقات